دقيقة صمت ليفربول للملكة- احترام رغم المخاوف التاريخية

في بادرة احترام وإجلال، وقف جمهور نادي ليفربول الإنجليزي دقيقة صمت مهيبة على روح الملكة إليزابيث الثانية، وذلك قبل المواجهة المرتقبة مع أياكس أمستردام الهولندي في دوري أبطال أوروبا، مساء الثلاثاء المنصرم. وقد استقبل "الريدز" الفريق الهولندي العريق في أول ظهور رسمي لهم عقب الفاجعة التي ألمت بالمملكة المتحدة بوفاة الملكة في قصر بالمورال عن عمر ناهز الـ 96 عامًا يوم الخميس الفائت، بعد تأجيل مباريات الدوري الإنجليزي الممتاز في نهاية الأسبوع حدادًا. وقد نزل لاعبو ليفربول إلى أرض الملعب من النفق مرتدين شارات سوداء تعبيرًا عن الحزن العميق والاحترام للملكة الراحلة، بينما تم تنكيس الأعلام في ملعب أنفيلد الشهير إلى منتصف السارية. وفي سياق متصل، أكد مسؤولو الناديين يوم الاثنين على أنه سيتم الوقوف "دقيقة صمت" مباشرة قبل صافرة البداية لتكريم ذكرى الملكة إليزابيث. وقد أظهر مشجعو ليفربول، وكذلك مشجعو أياكس الذين قدموا لمساندة فريقهم، التزامًا واحترامًا لهذا التكريم، امتثالًا لدعوة المدرب القدير يورجن كلوب والعديد من الشخصيات البارزة الأخرى. وعلى الرغم من ذلك، فقد حاولت بعض الأصوات النشاز إطلاق الهتافات خلال اللحظات الأولى من دقيقة الصمت، إلا أنها سرعان ما خمدت وسط الصمت الذي خيم على أرجاء ملعب الأنفيلد. وكانت هناك تخوفات مسبقة من عدم امتثال الجماهير بدقيقة الصمت المخصصة للملكة الراحلة، نظرًا لتاريخ مشجعي ليفربول في إطلاق صيحات الاستهجان للنشيد الوطني. ويعود هذا الأمر إلى حقبة الثمانينيات كشكل من أشكال الاحتجاج من قبل مشجعي ليفربول ضد سياسات رئيسة الوزراء البريطانية السابقة مارغريت تاتشر التي اتسمت بالقسوة المفرطة ضد كرة القدم، واتهموها بأنها المسؤولة عن كارثة "هيلزبره" المروعة التي أودت بحياة 96 مشجعًا من مشجعي "الريدز" عام 1989 نتيجة للإهمال الجسيم من قبل الشرطة الذي كان السبب الرئيسي في وقوع الكارثة، وفقًا لزعم أنصار ليفربول. ومع ذلك، وفي المؤتمر الصحفي الذي عقده قبل المباراة، حث المدرب يورجن كلوب الجماهير على الالتزام بالصمت حدادًا على الملكة، مؤكدًا أنه "الشيء الصحيح الذي يجب فعله". من جانبه، اتخذ غرايم سونيس، الرمز البارز الآخر لنادي ليفربول، موقفًا أكثر صرامة، محذرًا من أن ليفربول "سوف يُلطخ بالعار لفترة طويلة قادمة" إذا لم يلتزم المشجعون بدقيقة الصمت للملكة الراحلة. وصرح خلال حديثه لـ talkSPORT قائلًا: "لقد توفيت ملكتنا، أظهروا بعض الاحترام. لقد كانت هذه المرأة خادمة مخلصة لبلدنا لمدة 70 عامًا. بالنسبة لي، كانت شخصية مثالية. وأي مشجع لليفربول يظهر عدم الاحترام في هذا التوقيت سيكون أمرًا غير مقبول على الإطلاق". وفي سياق مماثل، أشاد كابتن فريق ليفربول، جوردان هندرسون، بالملكة في وقت سابق من هذا الأسبوع من خلال التوقيع على سجل العزاء في مبنى البلدية بالمدينة. وذكرت صحف إنجليزية أن مشجعي ليفربول يرون في صيحات الاستهجان موقفًا مناهضًا للمؤسسة الحاكمة وكطريقة للاحتجاج على "التدهور الممنهج" للمدينة منذ عهد رئيسة وزراء بريطانيا السابقة مارغريت تاتشر. وقد تعززت هذه المشاعر بشكل كبير بفعل الظروف المأساوية لكارثة هيلزبره.